معوقات الصلاة ( مارى اسحاف السريانى )
معوقات الصلاة
الاهتمام بالأمور الجسدية
+ لا يكن يا أحبائي همّ من أُمور هذا العالم حاجز بيننا وبين الله، فإذا تركنا همومنا يتنقى فكرنا في الصلاة، من أجل هذا أمرنا السيد له المجد بالتجرد من العالم ومما فيه، والتمسك بالمسكن والفقر، والابتعاد عن كل همّ، حتى يتجرد عقلنا من كل شيء، وتخلوا أفكارنا من العالم، فنشتاق إلى الحديث الدائم مع الله والاهتمام به.
+ إذا أردت أن تخرج من العالم وتترك الأقارب والأهل والبلد، وتتبع المسيح بسيرك في طريق الفضيلة، لا ترتبك بأفكار الهمّ والقوت والكسوة، لأنَّه إن كان لك عمل مع الله، فهو المهتم باحتياجاتك وإلاّ فإيمانك يتساوى مع الكافر.
+ الذي يشتاق إلى الروحانيات، يجب أن يتهاون بالجسدانيات ويرفضها بفرح.
+ بمقدار ما يتهاون الإنسان بهذا العالم ويجتهد في خوف الله، تبتديء ترافقه العناية الإلهية.
+ كلما يصغُر العالم في نظرك كلما تتزايد فيك محبة الله، وتأتيك نعمة الروح القدس، وكلما تزايدت فيك محبة العالم والتمسك به، كلما تنقص منك محبة العالم.
+ محبة العالم التي ليست مملحة بحب يسوع وفعل الروح القدس، هى غريبة عن العالم الجديد وليس لها قدرة على قطع الآلام من النفس.
الإفراط في المأكل
+ بالحقيقة نجسة هى الصلاة التي تخرج من شبع البطن..
+ أفضل لك أن تتخلف عن الخدمة (الصلاة) بسبب الضعف الناتج عن الصوم، من أن تتخلف بسبب الكسل والوخم الناتج من الامتلاء.
+ عندما يبدأ أحد بالصوم، تتولّد في ذهنه رغبة الهذيذ بالله ويفيض قلبه بالصلاة.
+ معرفة أسرار الله لا تُدرك عندما يكون البطن مليئاً.
+ لا تُثقل بطنك لئلا يتشوش ذهنك، فيضطرب حين نهوضك في الليل، وتنحل أعضاؤك وترتخي.. وتظلم نفسك وتتعكّر أفكارك، فتصبح غير قادر على ضبطها أثناء قرأة المزامير، وهكذا تفسد طعم الصلاة.
الأحاديث الباطلة
+ الغمامة تحجب الشمس والكلام الكثير يُظلم النفس، التي بدأت تستنير بالمشاهدة في الصلاة.
+ لا تستطيع ضبط الفكر في الصلاة بدون الاحتراس في الكلام والأعمال وحفظ الحواس على الدوام.
+ إنَّ كل من يجهل هذا الأمر (الأحاديث واللقاءات) فهو بالإضافة إلى حرمان جسده من النوم، يُرهق نفسه في قرأة المزامير الطويلة، ويشقى لسانه ساهراً الليل كله، وإذا كان ذهنه يطوف خارج الترتيل، فإنَّ تعبه باطل، وهو يتمم واجبه بحكم العادة، أمَّا إذا اهتم بدل اللقاءات والأحاديث والأعمال بمطالعة الكتاب المقدس، لوجد أنَّها تُغذي الصلاة وتساعد على السهر.
طياشة الفكر
+ في كل وقت يجب أن تكون يقظاً ومحترساً في خدمة الأوقات وقوانين السكون، وألاّ تطيش كثيراً وتحزنك الأفكار الرديئة.
+ لا تشتهى أن تُصلي إلاّ عندما تتنقى من طياشة الأفكار، وتجد وقتاً للصلاة بعقلك، فاجمع ذاتك من الماديات والاهتمام بها، وكل طموح وطياشة الحواس.
+ يجب ألاّ نسمح لفكرنا في الصلاة، أن ينشغل في أي شيء خلاف كلام الصلاة.
الجفاف والفتور الروحيّ
+ الخليق بنا أيها الأحباء أن نتأمل أنفسنا في وقت الصلاة، إن كان لنا تصور بألفاظ المزامير والهذيذ بالصلاة، لأنَّ هذا يحدث من السكون الحقيقيّ (الداخليّ)، والجدير بنا ألاّ نقلق في الوقت الذي يحدث فيه ظلام للنفس، ولا سيما عندما لا يكون السبب منا، واعلم أنَّ ورود ذلك إنَّما يكون بسياسة من الله.
+ في هذه الأوقات (الجفاف الروحيَّ)تختنق أنفسنا وتصير كأنَّها غارقة في اللجة، تلاطم الأمواج، ويصير الإنسان في ظلام منوط بظلام، ويذهب صنف ويأتي صنف آخر إن قرأ في كتاب أو خدم..
+ هذا الضرب من التجارب يمتحن به المؤثرون أن يتصرفوا حسناً بسيرة تدبير الصلاة، والمشتاقون إلى عزاء الإيمان وبلوغ كمال سيرته.
+ لا يظن أحد أنَّ الاستفادة في خدمة الصلوات، ونقاوة الضمير، والتنعم بسرور القلب، والعزاء الذي من الدموع، والحديث مع الله، تُحسب أُموراً روحانية إلهية فقط، بل وبالحق وبحسب رأي أقول: إنَّه حتى فكر التجديف والمجد الباطل وحركات الزنا السمجة التي تحدث للإنسان قهراً، ويتألم الإنسان بسببها، ولو يوجد الإنسان مغلوباً قدامها ويصبر ويتجلد ولا يخرج من قلايته، حتى هذه كلها تُحسب له ذبيحة نقية وعملاً إلهياً ما خلا العظمة فقط.
+ إنَّ الفتور والعظمة يفتقدان الإنسان بقصد الامتحان، فإذا تحرّك بحرارة وضغط على نفسه ونفض عنه هذه الأمور، يقترب من النعمة الإلهية ويعود كما كان، وتفتقده قوة أُخرى تُخبيء داخلها كل خير وصلاح، وكل صنف من أصناف المعونة، وعندما يتذكر تثاقله الأول، ويقارنه بالراحة والقوة اللتين افتقدتاه وحولتاه فجأة يتملكه الدهش والاعجاب.
+ إذا مل الضمير من كثرة الهذيذ في المزامير والصلوات، يتعلل الضمير بأسباب لكي يطيش، ولكن يمكن صده بحيلة حكيمة مثل الحمامة الوديعة، بالتقاط لذيذ بألحان حلوة ذات لحن حزين يُحرّك ندامة النفس، ويجعل الجسد يسكب الدموع.
+ في الصلوات أيضاً إذا قام اضطراب الأفكار على إنسان بقوة، ففي الألحان كفاية لإبطالها، اترك المزامير واشتغل بالألحان، ولا أقول لك إفعل هذا في كل وقت بل في الضرورة فقط.
+ لا تكن مهملاً واحذر التشتت دائماً، فالضجر يتولد من تشتت الذهن، والتشتت يتولّد من التوقف عن العمل، القرأة، اللقاءات، الأحاديث الباطلة، البطن المتخم..
+ أنصحك إن كنت لا تقوى على ضبط نفسك، وتعفير وجهك في التراب للصلاة، أن تُعصّب رأسك بجبتك، وتنام حتى تعبر عنك موجة الظلام، وإيّاك أن تبرح مكانك.
+ طوبى لمن يصبر على هذه التجارب داخل الباب (القلاية)، لأنَّه حسب أقوال الآباء سيبلغ مرتبة سامية وينال قوة في النهاية.
تعليقات
إرسال تعليق