سيف الروح وسيف الجسد
سيف الجسد وسيف الروح
نسمع عن حروب الماضي، التي كان الجنود يستعملون بها السيف، وحتى في الكتاب المقدس نقرأ كيف كان يُستعمل السيف، في حروب شعب اسرائيل مثلا في ايام يشوع بن نون، وكان هذا الامر هو من الله لابادة عبدة الوثن والشعوب الشريرة.
لكن هناك نوع آخر من السيوف، التي هي حادة جدا لدرجة انها قادرة ان تُلحق الضرر ليس بجسد الانسان، بل تضرب النفس والروح!
نسمع عن حادثة قطع اذن ملخس الجندي على يد بطرس، عندما اراد جنود الرومان القاء القبض على يسوع، عندها استل بطرس سيفه وقطع اذن الجندي!
عندها كان رد يسوع على هذه الحادثة الاليمة، انه شفى الجندي واعاد له اذنه سليمة، وامر يسوع بطرس ان يرد سيفه الى غمده، وقال له المقولة الشهيرة المباركة ان الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يهلكون!
نفهم من هذه الحادثة ان الرب يسوع يستنكر كل انواع العنف والقتل والاذية بالآخر، حتى لو كان ذلك باسم الدفاع عن النفس او الدفاع عن الحق او عن الايمان والشريعة!!!
قطع بطرس أُذن العبد بتهور وغير مسؤولية، لانه كان قد سأل يسوع : يا رب، انضرب بالسيف؟ لكنه لم ينتظر مشورة الرب يسوع بل قام بعملته بدون تفكير او تأني. هل ما زلنا نحن مثل سمعان بطرس، نسير مع الرب يسوع في طريق الايمان، وسيف الجسد ما زال في غمدنا؟ الم يأتي الوقت بان نطرح جانبا كل سيف جسدي وكل وسيلة دفاع بشرية جسدية، لكي نلبس الروحية منها؟ لان صراعنا نحن ليس مع جسد ودم وبشر، بل ضد اجندة روحية، رؤساء وسلاطين، مع اجناد الشر الروحية في السماويات...
هل ما زلنا نحمل سيف الجسد؟ هذا الشعور اننا دائما على حق وبان الآخر هو من يخطئ دائما؟ هذا السيف الحاد الجارح الذي لاسهل واتفه الاسباب نستله ونضرب به رفاقنا واصدقائنا وحتى اهلنا واولادنا، واخوتنا في الكنيسة او حتى خدام ومسحاء الرب؟! ألم يعلمنا يعقوب ان اللسان هو مثل النار، يحرق كل ما يأتي امامه، يجرح ويقطع ليس الآذان فقط، بل هو قادر ان يجرح النفس والروح في الصميم، ويسبب أذى كبير جدا، التي بعدها يصعب جدا تصحيح ذلك الاذى.
كم مرة استعملنا هذا "السيف اللحمي" لاهانة الآخر وتحقيره؟ بانتقادات ونميمة وكلام جارح وقاسي احيانا في محضر من نتكلم معه او حتى في غيابه؟!
جاء الوقت كي نسمع نصيحة الرب لبطرس، ليس فقط ان نضع سيفنا في غمدنا، بل ان نطرح به عند اقدام الصليب، ونأخذ سيف من نوع آخر، ربما يجهله العالم ولا يقدره، لكنه ثمين جدا في اعين من يهبنا اياه على حساب النعمة، رب المجد يسوع المسيح.
ليتنا نطرح جانبا كل اسلحة الجسد، ونحمل اسلحة الروح والتي من اهمها سيف الروح...
هذا السيف الذي يعطيه لنا روح الله، هو سلاح قوي جدا لكنه ايضا غريب! لان اساسه كلمة الله التي هي حية وفعالة وامضى من كل سيف ذي حدين، الحد الاول يخترقنا نحن اولا، يغير دوافعنا وافكارنا وحياتنا من الداخل كل يوم، وان كانت مشيئة الله ان نستخدم الحد الثاني من هذا السيف نحو الآخرين، فيجب علينا ان نستعمله ليس لادانة الآخرين وتقديم الانتقاد اللاذع دائما والكلام الذي يهدم الآخر، بل يجب علينا استخدامه بدوافع نقية وايجابية لبناء وتشجيع الآخر، لان المعرفة من دون محبة تهدم الآخر، اما تقديم النصيحة والتأديب بمحبة وباسلوب ايجابي، لا بد ان يبني الآخر ويرفع روحه ومعنوياته...
صلاتي ان يهبنا الله هذه النعمة المباركة، بان نطرح عنا كل سلاح وكل سيف جسدي خاصة اللسان، وان نحمل سيف الروح الذي هو كلمة الله المباركة، التي يجب ان تسكن فينا بغنى، وبارشاد الروح القدس نقدم للآخر كلام النعمة والتشجيع احيانا، او كلمة توبيخ وتأديب ولكن بارشاد الروح ومحبة الرب، لكي نكون بالفعل نور للعالم وملح للارض، ولكي نبني ونشجع احدنا الآخر، وقبل كل شيء لكي نشابه صورة ومثال سيدنا يسوع المسيح، الذي لم يأتي ليدين احد بل لكي ينال كل بشر معرفة الحق وخلاص النفس
منقول
تعليقات
إرسال تعليق