حياة منسي الملك التائب
منسي ملك يهوذا " الملك التائب "
شخصيات من الكتاب المقدس
منسي أسم عبري معناه "من ينسى"
والده هو حزقيا الملك
والدته هي حفصيباه
أبنه هو أمون الذي تولي الملك من بعده
جلس على عرش يهوذا ( وهو اطول من جلس علي عرش داود ) لمدة ٥٥ سنة
جلش علي العرش سنة ٦٩٣ ق. م. وهو ابن اثنتي عشرة سنة،
مات في سنة ٦٣٩ ق.م.
كان حزقيا قصير النظر في اهتمامه بالدولة ككل و لكنه لم يهتم بأسرته، فلم ينشأ ابنه على منوال أبيه الصالح بل مقتديًا بجده الشرير، فتبنى ممارسات البابليين والكنعانيين الشريرة، ولم يصغ لأقوال الأنبياء بل قاد شعبه إلى الخطية ( ٢ أي ٣٣ )
واشتهر في أول ملكه بأعمال تكفرية وقساوة بليغة واضلَّ شعبه عن الحق وجعلهم يذبحون لكل جند السماء حتى أنهم عملوا ما هو أقبح من الأمم الذين طردهم الرب من أمام بني إسرائيل ( ٢ مل ٢١ : ٢ - ٩ )
ويذكر الكتاب المقدس أن منسى لم يكن مثل والده من إتباع ألله إذ أنه عبد الأصنام والأوثان والنجوم وحتى أنه عبر أبنائه من فوق النار كما كان يفعل الكنعانيين من قبله،
خلال حكم منسى، كانت أشور تحت قيادة آسرحدون وأشور بانيبال، في أوج قوتها وزهوها « كانت مدة حكم منسى الطويلة تمثل حياة هادئة تقريبًا وخالية من الأحداث لملك عبد، ذليل بإرادته، قانع بأن يكون ملكًا تابعًا في إمبراطورية عالمية شهيرة، معتنقًا لكل افكارها الدينية والثقافية، ومستعدًا للاشتراك في مؤسساتها الحربية وغيرها من المؤسسات»
إن سجل منسى يبرزه بوضوح كوثني رجعي، فقد ملأ الهيكل بأحط أشكال الوثنية، وبذلك عجّل بدمار يهوذا، اقد أضل شعبه ليفعل شرًا أكثر من الأمم الفاسدة الأخرى التي دمرها الله. وكلمة « أضل » تعبير لم يستخدم لوصف أي ملك سابق.
من خلال تأثير منسى انجرف يهوذا بفعل أكبر الموجات الكاسحة للثقافة الوثنية الطقسية الألية، النابعة من المراكز العالمية للثقافة والحضارة، ويا لها من قائمة طويلة مرعبة من الخطايا التي ارتكبها منسى! التنجيم، والاتصال بالأرواح، والشعوذة، والشر، وتقديم ذبائح بشرية، وغواية الآخرين، وإقامة مرتفعات للأصنام.
أعاد منسى إحياء كل الرجاسات التي قضى عليها والده حزقيا، وأضاف عليها! وملأ أورشليم بالدم البريء، وأعاد الثقافة المهملة لعبادة الطبيعة التي كان أبوه قد قضى عليها، وجعل يهوذا يعود لعبادة البعل العقيمة التي أدخلها آخاب. إن « خطيته التي أخطأ بها » أي خطيته الظاهرة، كانت إقامة الأصنام التي عملها في بيت الله، التي قال الرب عنه في أورشليم يضع اسمه الى الأبد.
ازدهرت فنون السحر الأسود، وكل أنواع الشرور تم الانغماس فيها، والصوت النبوي للديانة الحقيقية والذي كان ينعي كل عبادة باطلة، لم يلتفت اليه احد (اش١ : ١٣ ) صم الملك اذنه عن سماع صوت الله الذي يناديه أن يتأمل طرقه. إن هذا الملك الذي عاش طويلا واصر على السير في طرقه الشريرة، على الرغم من التحذيرات الإلهية والبشرية.
ولكن برغم كل هذا الشر العظيم فإن البقية التقية، ظلت متمسكة ولم تتنجس، بفضل التأثير الملهم لأشعياء النبي. اضطهد منسى الأنبياء وتابعيهم، وسفك دمًا بريئًا جدًا. يقول التقليد إنه قتل اشعياء بوضعه داخل شجرة مجوفة ونشره الى نصفين ( عب ١١ : ٣٧ )
عقاب منسي
========
حل العقاب بمنسى، فإن ملك أشور أخذه بخرامة وقيده بسلاسل، وذهب به الى بابل. « بخزامة » تعني بخطاطيف أو حلقات. يوجد أثر قديم يظهر الملك آسرحدون يقود أسيرين بخطاطيف أو حلقات من شفتيها، ويحمل النقش القائل: «نقلت (من سوريا) الى آشور رجالاً ونساء بلا عدد... ومن بين عبيد مملكتي ١٢ ملكًا من سوريا وراء الجبال، وبالون ملك صور، ومنسى ملك يهوذا»
توبة منسي
=======
في فترة تذلله، وتوبته في بابل، تَفتّحت عينا منسى على المعنى الحقيقي للتقوى. في السبي، عرف الشرور المريعة لعبادة الأوثان الظالمة، وفي حين أن سجله في سفر الملوك لا يذكر توبته، إلا أن اخبار الايام يعلن أن منسى اعترف بخطاياه وتركها، فرُحم ( أم ٢٨ : ١٣ ) لقد عرف أن الرب هو الله (أخبار الايام الثاني ٣٣ : ١٩ )
إصلاح ما فسده
===========
عند عودة منسى الى اورشليم، أزال المذابح الوثنية وأعاد العبادات في الهيكل، واستأنف عبادة الله الذي أخطأ ضده، ومع ذلك، سمح ببقاء الكثير من المرتفعات أو معابد الأوثان. يتساءل أحد المفسرين فيما اذا كان حق يهوه على شعبه هو الحافز الوحيد الذي دفع منسى لمعرفة الله؟ وكون منسى لم ينجح في جعل أمته، في أيامه الشريرة، تخضع خضوعًا كاملا للسيطرة الوثنية، يظهر في حقيقة أنه بعد موته بسنوات، استطاع يوشيا التقي أن يثبت مرة أخرى عبادة الإله الحقيقي في الأرض.
أما عن نهاية منسى، فالكتاب يقول إنه اضطجع مع آبائه ودُفن، ليس في قبور الملوك، ولكن في بستان بيته « اضطجع مع آبائه » وصف جميل للموت.يعد ما أصلح كثيراً مما كان قد أفسده ( ٢ أخبار ٣٣ : ١ - ٢٠ )
صلاة منسي
========
وتوجد أيضًا صلاة توبة منسى الملك وهي صلاة قانونية في الكنيسة الأرثوذكسية، وهي موجودة في تسابيح ليلة أبو غالمسيس (ليلة سبت النور)، في حين لا يعترف بها كلٍ من اليهود ولا الكاثوليك ولا البروتستانت. كما أشار إليها كتاب الدسقولية.
نص صلاة منسي
==========
أيُّها الربُّ الضابطُ الكُلَّ، إلهُ آبائِنا، ابراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ، ونَسْلِهم الصدّيق، يا صانعَ السّماءِ والأرضِ وكلِّ عالَمِهِما، يا مَن قَيَّدْتَ البحرَ بِكَلِمَةِ أمْرِكَ، يا مَن قَفَلْتَ اللجَّةَ وخَتَمْتَها باسمِكَ المَرهوب المجيد، يا مَن يَرْهَبُ الكلُّ ويَرتَعِدُ مِن وجهِ قُدرتِهِ، لأنَّ عِظَمَ جلالِ مجدِكَ لا يُحتَمَل، وسَخَطُكَ بالوَعيدِ على الخطأَةِ لا قوامَ لهُ، ورحمَةَ موعِدكَ لا تُحصَى ولا يُستَقْصَى أثرُها. لأنَّكَ أنتَ الربُّ العليُّ المتحنِّنُ، الطويلُ الأناة والجزيلُ الرحمة، والتوّابُ على مساوِئِ النّاسِ. أنتَ يا ربُّ على حَسَبِ كَثرَةِ صلاحِكَ، وَعَدْتَ بالتوبَةِ والغُفران للمُخطِئين إليك، وبِكَثرةِ رأَفَتِكَ حَدَّدْتَ توبةً للخطأةِ للخلاص. فأنتَ أيُّها الربُّ إلهُ القوّاتِ، لمْ تَضَعِ التَّوبَةَ للصدّيقينَ: لابراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ، الذينَ لم يَخطأوا إليه؛ بل وضَعْتَ التَّوبَةَ لي أنا الخاطئ، فإنّي قد أَخطأْتُ أكثرَ مِن عدَدِ رَملِ البحرِ. قد تَكاثَرَتْ آثامي يا ربُّ، قد تكاثَرَتْ آثامي، ولسْتُ أنا بِأَهْلٍ أنْ أَتَفَرَّسَ وأنظُرَ عُلُوَّ السماءِ من كَثْرَةِ ظُلْمي، وأنا مُنْحَنٍ بكَثْرَةِ قيودِ الحديدِ لِئَلاّ أَرْفَعَ رأسي، وليسَتْ لي راحةٌ، لأنّي أغْضَبْتُ غَضَبَكَ، والشرَّ قُدّامَكَ صَنَعْتُ، إذْ لمْ أَصْنَعْ مَشيئَتَكَ ولا حَفِظْتُ أوامِرَكَ. فالآنَ أَحْني رُكبَةَ قَلبي مُبتَهِلاً إلى صلاحِكَ، أخطَأْتُ يا ربُّ أخطأْتُ، وبآثامي أنا عارِفٌ، لكنَّني أسأَلُكَ مُتَضَرِّعاً، اغْفِر لي يا ربُّ، اغْفِرْ لي، ولا تُهْلِكْني بآثامي، ولا إلى الأبدِ تَحقِدْ عليَّ حافِظاً عليَّ شُروري، ولا تَسْجُنّي في أسافِلِ الأرضِ، لأنَّك أنتَ هو اللهُ إلهُ التّائبينَ، وفيَّ توضِحُ كلَّ صلاحِكَ، لأنّي أنا غيرُ مُستحِقٍّ فتُخلِّصْني على حسَبِ كَثرةِ رحمَتِكَ، وأُسبِّحُكَ كلَّ حينٍ جميعَ أيّامِ حياتي، لأنَّ إيّاكَ تُسبِّحُ كلَّ قُواتِ السماوات، ولكَ المجدَ إلى دهر الدّاهرين، آمين.
تعليقات
إرسال تعليق