قصة اليوم الأخير

"اليوم الأخير" حكى أحد الخدام هذه القصة : بينما كنت عائدًا إلى بيتي ، حوالي الحادية عشر مساءً ، مررت بجانب حانة (خمارة) ، وإذا بصوت يناديني باسمي : “ فلان ، فلان ” ، فتوجهت ناحية الصوت ، ولكني لم أتبين الشخص الذي يناديني . وفجأة اقترب مني وقال لي : أنا “ فلان ” صديقك ، ألا تذكرني . وهنا تذكرته ، إنه صديق قديم من أيام المرحلة الثانوية ، لقد كنا في فصل واحد بل كنا نجلس معًا على “ تختة واحدة ” ، ولكن تغير صديقي كثيرًا ، فوجهه شاحب ، وعيناه غائرتان ، وجسده نحيل ، وكما يقولون “ جلد على عظم ” ، لقد كان أشبه بجثة تمشي على قدمين . ثم قال لي : كيف حالك يا صديقي؟ لقد اشتقت إليك ، هل تذكر أيام الثانوية العامة وكيف كنت تعظني بكلمات وقصص من الإنجيل ، كانت كلمات مشجِّعة تغمرني بالسلام ، يا لها من أيام ! أما الآن فأنا إنسان بائس مُحطّم . لقد فشلت كما تعلم في الثانوية ورُفضت من المدرسة ، وُطردت من البيت ، والآن أنا لا أفعل شيئًا في حياتي سوى الشر والخطية . ١٣ عامًا أتسكع هنا وهناك بلا عمل وبلا هدف ، وصارت الحياة مملة كئيبة بلا طعم . ثم استطرد قائلاً : ما رأيك لو دخلت معي في ناحي...